الخميس، 25 يونيو 2009

الزواج صفقة خاسرة!


د.أيمن محمد الجندي
نعم الزواج صفقة خاسرة بالنسبة للرجل المسكين ولكنه بالنسبة للمرأة أربح صفقة في حياتها كلها. إنه صفقة العمر ذاته.. والمبررات أظنها موضوعية وعادلة وستحكمون بأنفسكم حالا:
1- الأمومة فطرة أصيلة في كيان المرأة تتدرب عليها بالفطرة منذ طفولتها المبكرة فتراها تدلل عرائسها وتلعب لهن دور الأم الحنون التي تعنى بصغارها، بينما يلهو الصبي الأحمق بمسدسات بلاستيكية وطائرات ورقية وعربات مدرعة من علب الكبريت ويصدق أنه قائد ظافر ويستغرقه حلم أنه سوف يحكم العالم عن قريب لتنجلي أوهامه الحمقاء ذات يوم فيجد نفسه خاضعا لامرأة تحكمه، تخضعه بالأنوثة، فإن لم يكن بالأنوثة فبالأطفال، فإن لم يخضع لكليهما فهناك سلاح المرأة الأزلي الذي لا يخيب أبدا: النكد.!
الحقد على العزاب
وتثبت الأيام حكمة المرأة وبعد نظرها فتراها تحصد بالزواج أول وأعظم جوائزها: أطفالها، لكن الأمر مختلف بالنسبة للرجل. إنه يحب أطفاله حينما يولدون ويتعود على وجودهم في حياته، أما قبل ذلك فلا توجد لديه أي مشكلة من أي نوع إلا حينما يبدأ المجتمع في التدخل، فيهمس هذا في أذنيه: لماذا لم تتزوج بعد؟ ويسأله هذا في دهاء: متى ستنجب أطفالا؟ وآخر يتظاهر بالإشفاق عليه: احذر.. ستندم في شيخوختك وقت لا ينفع الندم، إلى آخر هذا الهراء المحفوظ الذي يجعله يكره نفسه ويقرر الزواج فقط لكي لا يسمع تلك الجملة الخالدة: لماذا لم تتزوج؟.
وفيما بعد يتبين له وراء هذا الإلحاح المتعمد دوافع عديدة ليست نبيلة، دوافع ليس أقلها حقد الرجال المتزوجين على العزاب الأوغاد الذين أفلتوا من نفس المصير، وهناك أيضا لهفة النساء على ضم عبد جديد لقبيلة النساء كخدمة مجانية متبادلة يقمن بها بعضهن لبعض.
"شيال الهانم"
2- ثاني جوائز الزواج بالنسبة للمرأة أنها تجد -بضربة حظ- عبدا مجانيا يعمل من أجلها بحيث تركن هي للتقاعد المريح باقي الحياة، فيقوم هذا العبد بالأعمال القذرة بدلا منها، ولماذا تشغل نفسها بإصلاح الأشياء التالفة؟ ما نفع الزوج إذن؟.
يعود المسكين ليلا من عمله وكل أحلامه بعد ضجيج النهار ووجع الدماغ تنحصر في حمام دافئ وعشاء سريع ثم ذلك الوضع الأفقي المريح حتى الصباح، لكن هذه الأحلام الصغيرة لا تتحقق أبدا؛ فالزوجة الحازمة مثل أي دكتاتور قاس لا تقبل بأقل من الطاعة المطلقة.
فتارة ترسله إلى الأسواق لشراء أشياء تافهة لا حاجة بها إليها، ومرات تتعلل بالملل ورغبتها في التغيير دون مراعاة لاستنزاف طاقته الحيوية عبر اليوم، وإذا لم يذعن لها ففي جعبتها الكثير جدا مما لا يستطيع أن يرفضه.


حيل الزوجات
إنها تعاني فجأة -آي.. آي.. آي- من آلام مفاجئة بالبطن وعلى زوجها العزيز المسئول عنها أن يحملها إلى المستشفى ويتشاجر هناك مع الأطباء وإلا فستفضحه في كل مكان أنه -الوغد الأثيم- تركها -المسكينة- تتلوى من فرط الألم، ويحملق بعينيه فيها مرتابا وواثقا في أعماق نفسه أنها تكذب فقط لإزعاجه.
ولكن هل بوسعه سوى ارتداء ملابسه وهو "يبرطم"؟ ويذهب معها إلى المستشفى ويتشاجر مع الأطباء دون أن تفلح هي في مداراة مشاعر الابتهاج الواضح على وجهها لانتصارها السريع..
وفي الأسواق يحمل الأشياء الثقيلة دون أن يجرؤ على الاعتراض فهو الرجل القوي ذو العضلات، أما هي فالحمامة الوديعة سليلة الأميرات الناعمات اللاتي يتألمن من حبة بازلاء تحت المرتبة العاشرة في المخدع الوردي، لا أعرف لماذا لا تظهر تلك الوداعة المزعومة إلا حينما يتعلق الأمر بالمغرم ولكن حينما تتسوق لنفسها ملابس أو أحذية يدب في أوصالها نشاط المصارعين وترحب بالمشي المتواصل ساعات طويلة دون أدنى شكوى من الإرهاق الذي لا يظهر إلا وقت حمل المشتريات التي دفع ثمنها الرجل بعقد إذعان مجهول السبب.
الجنة والجحيم
3- نأتي للنقطة الثالثة وهي أن المرأة تجد مملكة خاصة بها بعد أن كانت فردا عاديا في الأسرة، بينما أي رجل عاقل لا يتردد في اعتبار بيت أمه جنة الله في الأرض بحنانها الفطري العظيم، حنانها المبذول من دون ثمن، سيقارن في ذهنه بين أمه وزوجته وسيتساءل عن سر التباين بين المرأة أمًّا وزوجة.
مطلوب منه أيضا ألا يعلن أفكاره تلك أبدا وإلا فالويل له، سيدفع ثمنا غاليا لو أبدى بعض الحنين إلى الأيام الخوالي، أيام العز التي لا تعوض، والتي كان -كأي أحمق- لا يعرف قيمتها وقتها.
بنك متحرك
4- رابعا تجد المرأة بضربة حظ من ينفق عليها وعلى أولادها إلى الأبد. بل ويقوم بتمويل كل نزواتها.
إن رأيي الشخصي أن هناك نمطين يجب الاختيار بينهما:
النمط الإسلامي الذي أوجب النفقة على الرجل كجزء من منظومة عامة تقتصر فيها المرأة على خدمة الرجل والبقاء في منزله وعدم الخروج إلا بإذنه، وطاعته طاعة مطلقة.
وهناك النمط الغربي الذي يقوم على الندية في الواجبات والحقوق، ولكن المرأة تريد أن تأخذ من الشريعة الغراء الحقوق الكاملة ومن منظومة الغرب الندية والمساواة الكاملة؛ فباسم الشريعة الغراء على الرجل أن ينفق عليها بالكامل، وباسم حقوق الإنسان على الرجل أن يمنحها الندية الكاملة.
البراجماتية الأنثوية
5- تعتمد المرأة بالسليقة المذهب النفعي.. ومن حسن طالعها أن المرأة لا تتزوج بامرأة وإلا لانتحرت في ليلة الزفاف، إنها تعرف بالفطرة أن أنوثتها هي رأس مالها الوحيد وهي تعتمد على تلك الأنوثة من أجل الحصول على منافع جمة رغم أن المتعة متبادلة في العلاقة الخاصة بينهما. وبنظرة واحدة إلى مواقع الزواج تجد طلبا مكررا في كل المواصفات التي تحلم بها النساء: أن يكون غنيا كريما.
باختصار تطلب المرأة كل شيء دون أن تعطي شيئا، وتتساءل معي: لماذا؟ والإجابة الوحيدة أنها من فرط حبها لنفسها تنتظر من الآخرين أن يكرسوا حياتهم من أجلها.

هارون الرشيد
6- وكدليل لا يدحض على صواب رأيي قارنوا بين حال الرجل العزب والمرأة العزب، فينما تشعر هي بالانكسار؛ محاطة بضغط المجتمع ورثاء الأمهات تجد ذات الرجل العازب وكأنه هارون رشيد زمانه: يحقد عليه الرجال الآخرون، وتتبارى الأسر في دعوته للعشاء على أمل أن تستميله إحدى بنات العائلة.
وكل ليلة يدعى إلى أشهى الأطباق والموائد الحافلة محاطا بالتدليل وثناء الأمهات وتملق الآباء، كل آرائه تفيض حكمة وكل فكاهاته مضحكة جدا، ورئيسه في العمل يحقد عليه من أجل عبقريته الفذة..
وتبذل الوعود بسخاء فيما يذكرك بالحملات الانتخابية، وعود كلنا نعرف أنها لن تتحقق أبدا؛ فهي مجرد طقوس مرحلة معينة حينما يتم تجاوزها يصبح التذكير بها نوعا من الحمق، سيكف الكل عن الضحك لفكاهاته فجأة بعد أن يكتشفوا كم هي سخيفة ومكررة. وسيقابل حيثما ذهب بالعبوس ونفاد الصبر.. وسيعرف طريق المطاعم بعد الزواج.
لماذا الهوان؟
والسؤال المهم إذن: لماذا يقبل الرجل بهذا الغبن؟ لماذا يتزوج ما دامت الخسارة تلاحقه؟ إنه الحمق طبعا، يخيل لكل رجل أن مصيره سيكون أفضل من مصير سابقيه، وهناك النسيان أيضا، ولو تذكر حال أبيه الكادح المغلوب على أمره لما تفاءل كثيرا، ومع الحمق والنسيان توجد أيضا الفطرة، هذه الهرمونات اللعينة المقلقة!.
وإني لأعجب حقا من تلك الأقاويل التي تتهم الأديان بمحاباة الرجل؛ فاعتقادي أنها جاملت المرأة جدا، فلولا تحريم العلاقات غير الشرعية لما وجد الرجل مبررا لربط وجوده بامرأة.
الرجل المسكين يريد كوبا من اللبن ولكنه يضطر لشراء البقرة بأكملها من أجل ذلك الكوب من اللبن، ويشتهي قطعة من الجبن الرومي فلا يجد سبيلا سوى دعوة البقال إلى مشاركته الحياة للأبد.
وبعد ذلك ربما يتبين له أن رائحة الجبن الرومي أجمل من طعمها، وحتى لو كانت لذيذة الطعم شهية المذاق فهي لا تستحق كل هذه التضحيات الجسيمة، كل هذا النكد.. العودة للطريق في منتصف الليالي وأنت متعب.. التشاجر مع الأطباء قبل انبلاج الفجر من أجل مرض مصطنع. لا تستحق أن تتحول إلى كيس الرمل لتدريب الملاكمين. وبالتأكيد لا تستحق أن تجعل البقال ينام جوارك على السرير إلى الأبد.
نعم أنا مُصر، الزواج صفقة خاسرة للرجل ولذلك تجدني مشغولا جدا هذه الأيام في البحث عن عروسة!.


.................

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

الفعل المفاجئ


2008/12/19

الفعل المفاجئ -المأمون الهلالي

اعتاد كثير من الناس علي أن يجعلوا الحذاء لفظا يشتمون به من أساء إليهم ولكن هذه المرة اختلف الأمر لان منتظر الزيدي اتخذ من زوجي حذائه سلاحا فتاكا رشق بهما الرئيس جورج بوش مؤسس الديمقراطية والحرية في العراق الجديد فعلي كل من يجعل الحذاء شتيمة أن يبحث عن لفظ آخر وإن عف لسانه عن السباب فهو أفضل. إن هذا الحدث العظيم الذي صنعه منتظر كان مذهلا في الفكرة وفي الأداء أما إذهاله في الفكرة فلأن جورج بوش أراد من زيارته المفاجئة الختامية للعراق أن يقول للعراقيين وللعالم لقد أنجزتُ المهمة العظمي ونقلتُ الرقي السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلي العراق الجديد وهكذا أكون قد أديت الأمانة وناضلت حق النضال في سبيل العراق المزدهر فإذا ببوش يرشق بزوجي حذاء طائرين أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال ليصبحا وسامين مزدوجين يعود بهما الي أمريكا التي احتملت من سياساته عبئا ثقيلا أطاح بها في شؤونها الإقتصادية .. وأما إذهال الحدث في الأداء فلأنه ليس جنائيا يُدان به منتظر الزيدي ما هو إلا رشقة بالحذاء وهذا تعبير سلمي عن الرفض والإمتعاض مما أنجزه الاحتلال الأمريكي الذي بشر بالديمقراطية وحرية التعبير فماذا سيكون جزاء منتظر علي إنكاره السلمي وتعبيره عن رأيه بطريقته البديعة ؟؟!! ومن العجيب أن يدخل هذا الحذاء إلي التاريخ من أوسع أبوابه فلن تذكر هذه الواقعة إلا وذكر معها حذاء منتظر الأعجوبة الذي فعل ما لم يفعله الصاروخ الذي سقط في المنطقة الخضراء إبان زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لأن الأثر النفسي الذي سيتركه حذاء منتظر أشد وطأة علي بوش من الصاروخ الذي كاد يصيب بان كي مون !!ومن العجيب أيضا أن يصبح حذاء منتظر هو هدية الشعب العراقي التي تقدم إلي جورج بوش ولا يستطيع أن يردها !!! ينتاب العراقيون إحساسان متماثلان في المقدار والتأجج مختلفان في الاتجاه أما الإحساس الأول فهو مزيج من السرور والسعادة اجتاحا قلاع الحزن المشيدة في نفوسهم المحطمة , واكتظت بهما جنبات أرواحهم الكئيبة وأما الإحساس الآخر فهو الخوف علي منتظر من المصير المجهول ...ومن هذا الحدث استنبط دلالة عظيمة وهي أن الذين يُسجلون في التاريخ العراقي المجيد بعد الاحتلال هم الشباب وحدهم إذ لا تغيب عن أذهاننا صورة الشاب عثمان العبيدي الذي كان جدارا فولاذيا لدرء الفتنة حين أقدم علي إنقاذ غرقي جسر الأئمة ولا ننسي النصر الذي حققه المنتخب العراقي لكرة القدم وهم شباب أبطال والآن نري منتظر الزيدي وهو شاب أيضا يقدم علي مواجهة قرعت بصداها أرجاء العالم كما أنها أشد خطورة علي حياته من إنقاذ الغرقي أو صد كرة في ملعب فما الذي منع حراس بوش من إطلاق رصاصة عاجلة علي منتظر لولا أن تداركته عناية الله؟! هنا ألقي أسئلة ستكشف الأيام عن إجابتها: 1 /هل سيصبح حذاء منتظر شيئا يذكرة الناس علي الدوام2/هل سيتذكر بوش هذه الواقعة كلما ارتدي حذاءه أو رأي حذاء غيره ؟3/هل سيمنع الصحفيون من ارتداء أحذيتهم إذا التقوا بالمسؤولين ؟ 4 /هل ستنشأ لدي بوش عقدة نفسية من الأحذية وتكون هذه حالة مرضية تسجل لأول مرة ويطلق عليها (فوبيا حذاء منتظر) ؟!!!5/هل كان منتظر علي علم بأن ما صنعه كان مطهرا فعالا لنفوس العراقيين المَطلِيّة بالإحباط واليأس, إن ما صنعه منتظرهوأقوي فيتامين يبني الذات العراقية المنخورة بالجلد والمملوءة بالعدمية التي جعلت الفرد العراقي لا يتوقع في المستقبل إلا ما هو أسوأ مما يعيش ولا يري في الأيام القادمة إلا نسخا مماثلة للتي سبقتها إن لم تكن أشد إتعاسا !
المأمون الهلالي - صحيفة الزمان 2008/12/19
رابط المقالة من الصحيفة
http://www.azzaman.com/indexq.asp?fname=2008%5C12%5C12-19%5C656.htm&storytitle=

الخميس، 11 يونيو 2009

كيف تتغلب على الخجل الاجتماعي



د. فضيلة عرفات

يشعر أي واحد منّا بالخجل في بعض الأحيان وهو قد يكون أمراً طبيعياً، لكن عندما يتجاوز الخجل حده فأنه سيثير لك الكثير من المشاكل في حياتك.
الخطوات:
1. بداية، حدد أسباب شعورك بالخجل.فعلى سبيل المثال، هل يُرعبك أن يقال شئ ما حول مظهرك؟ تذكر، لا بد من وجود سبب وراء طريقة رد فعلك.
2. تصرف كما لو كنت غير خجول.في خلوتك تصرف كما لو كنت تقطر ثقة بالنفس، ارفع رأسك، افتح صدرك، وأضف نوعاً من البخترة إلى مشيتك وتكلم بشكل حازم. وقد يبدو هذه الأمر سخيفا، لكنك سترى النتائج عندما تتصرف هكذا في العلن.
3. مارس تَصنُّع انفعالات العين والتبسم في تفاعلاتك مع الآخرين.أوقع نفسك في دردشة عفوية مع غرباء حول الطقس أو قضايا الساعة.
4. انظر الأفضل فيك. فأحد الطرق لتكريس الثقة بالنفس هو التوجه إلى الأشياء الحسنة في الذات والتقليل من تأنيب الذات.
5. خفف من مخاوف رد فعلك من خلال تصور أسوأ ما قد يحصل.إذا قصدت أحداً وقال لك " لا " أو تركك وانصرف فلا تسهب في التفكير في هذه الرفض وتبالغ في معانيه فكل منا يُرفض بطريقة أو بأخرى.
6. انظر وتعلَّم.مراقبة الأصدقاء أو حتى الغرباء غير الخجولين طريقة جيدة لتعلُّم بعض التلميحات الأولية.
7. اشعر بإيجابية تجاه نفسك، ولا تجعل نفسك تشعر بالإحباط وتمتع بوقتك . وتذكَّر أن الهدف الحقيقي أن تجد شخصاً يحبك على ما أنت عليه.

علاج الخجل الاجتماعي
يمكننا أن نقي أطفالنا من مشاعر الخجل والانطواء على الذات ، بتقديم بعض الأساليب التربوية التي تساعد الأبناء على التخلص من الخجل الاجتماعي وأن نقطة البداية تبدأ من الطفولة لذا فأن نمو شخصية الأبناء وتكيفهم الاجتماعي يعتمد اعتمادا كليا على العائلة باعتبارها أول مؤسسة ينشئون في ظلها وما يتعلمونه ويتلقونه في كنفها يكون الأساس لصقل شخصيتهم بطابع معين يعكس واقع العائلة وواقع المجتمع الذي توجد فيه وبما أن الخجل الاجتماعي حالة عاطفية أو انفعالية معقدة تنطوي على شعور بالنقص والعيب حالة لا يبعث على الارتياح والاطمئنان فضلا عن أن سلوكه يتسم بالجمود والخمول يعيش منعزلا ومنزويا بعيدا عن رفاقه يمكن أن نقي أطفالنا من مشاعر الخجل الاجتماعي والانطواء على الذات من خلال اتباع الأتي :-
1- تحديد مواطن الخجل وذلك من خلال تحديد المواقف التي تسبب له الخجل وجعلها مواقف عادية بل ومشوقة وللأسرة دور كبير في ذلك ويكون بالابتعاد عن أسلوب التطبيع والتلقين والاعتماد على أسلوب التوعية مع الضبط والحماية .
2- تعزيز الثقة بالنفس وتقوية الأنا ورفض الحديث السلبي عن الذات عن طريق تعليم الأبناء الصراحة بحديثهم والتعبير بحرية عن رغباتهم وامتلاك الشجاعة للرفض أو القبول خاصة تقديم أبنائهم الخجولين إلى الآخرين عن طريق اللعب وتجارب تبعث على السرور والفرح .
3- تحاشي النقد السلبي لتصرفات الأبناء وتعريفهم بنتائج تصرفاتهم الخاطئة علنا أن الأباء والأمهات والمعلمين ومن سواهم من الذين يكثرون النقد غالبا ما يكونون طفلا خائفا وخجولا فمهما اشتدد الضبط من الطفل الخجول فلا داعي للومه أمام الآخرين حتى أمام أخواته وخاصة أصدقائه بل التماس النقاط الإيجابية في سلوكه ومنحه الوقت الكافي كي يخرج من خجله .
4- إيجاد جسر من التواصل والحوار بين الطفل والوالدين لأن الحب والحنان لا يفسد تربية الأبناء بل كل زيادة في الحنان والتقبل تعتبر أفضل لذلك ينبغي السماح لأبناء أن يقولوا لا في المواقف التي يستطيعون فيها ممارسة الاختيار لأن هذا يشعرهم بل استقلالهم موضع احترام وبأنهم متقبلون حتى لو لم يتفقوا معك لأن الأبناء ليس قطعة من أثاث في البيت وليسوا قطع من الطين في يد نحات أنه كائن حي يعيش كثير من التجارب ويمر بمختلف الظروف وعملية إكراهه على انتهاج أسلوب معين في السلوك تجعله يفشل ويصيب بالإرهاق النفسي .
5-على الشخص الخجول أن يتعلم بعض المهارات التي تمنع من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة .
6-أن يهتم الوالدان بتعويد أطفالهما الصغار على الاجتماع بالناس سواء بجلب الأصدقاء إلى المنزل لهم بشكل دائم أو مصاحبتهم لآبائهم وأمهاتهم في زيارة الأصدقاء والأقارب أو الطلب منهم برفق ليتحدثوا أمام غيرهم سواء كان المتحدث إليهم كبارا أو صغارا وهذه التعويد يضعف في نفوسهم ظاهرة الخجل الاجتماعي ويكسبهم الثقة بأنفسهم وقد كان أبناء الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين يتربون على التخلص التام من ظاهرة الخجل ومن بوادر الانكماشية والانطواء وذلك بسبب تعويدهم على الجرأة ومصاحبة الأباء لهم لحضور المجالس العامة وزيارة الأصدقاء وتشجيعهم على التحدث أمام الكبار ودفع ذوي النباهة والفصاحة منهم لمخاطبة الخلفاء والأمراء واستشارتهم في القضايا العامة والمسائل العلمية في مجمع من المفكرين والعلماء .
فقد كان الفاروق عمر بن الخطاب ، يصطحب ابنه عبدالله (رضي الله عنهما ) في حضور مجالس الرسول (e) وكان عبدالله دون الحلم أي طفل لم يبلغ سن البلوغ .
ومما تناقلته كتب الأدب ان صبيا تكلم بين يدي الخليفة المأمون ، فاحسن الجواب فقال له المأمون : ابن من انت؟ فقال الصبي : ابن الأدب يا أمير المؤمنين ، فقال المأمون :
المأمون نعم النسب وأنشد يقول :-
كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك محموده عن النسب

إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي

رابط المقالة كاملة
التعليقات
المأمون الهلالي
السيدة الموقرة د.فضيلة
سلمتِ لهذا الجهد المستوفي لجوانب الموضوع كافة ،أظن أن العلاج بالوعي لا يشفي كل المصابين، وإذا أثمر حيناً فصاحبه معرض للانتكاسة لأن سلوكاً كالخجل يكون مبرمجاً في الجهاز العصبي وممزوجاً بخزانة ذكريات العقل الباطن التي تربط السلوك بالسرور أو الحزن ، بالنجاح أو الخيبة ،،،لذلك فإن بعض المصابين لا يمكن له التخلص من هذا السلوك الا بمساعدة متخصص ، ولا شك أنك تعلمين أن العلاج يسير جدا ولكن االناس في منطقتنا يأبون ذلك ..
شكرا لك د.فضيلة
دام عطاؤك
د. فضيلة عرفات محمد
إلى الأخ المبدع المأمون الهلالي
تحية طيبة مهداة لك يا أخي العزيز شكرا لك على مرورك الكريم على صفحتي في النور شكرا لك على الإضافة الجميلة منك مع تقديري الكبير لك