الخميس، 11 يونيو 2009

كيف تتغلب على الخجل الاجتماعي



د. فضيلة عرفات

يشعر أي واحد منّا بالخجل في بعض الأحيان وهو قد يكون أمراً طبيعياً، لكن عندما يتجاوز الخجل حده فأنه سيثير لك الكثير من المشاكل في حياتك.
الخطوات:
1. بداية، حدد أسباب شعورك بالخجل.فعلى سبيل المثال، هل يُرعبك أن يقال شئ ما حول مظهرك؟ تذكر، لا بد من وجود سبب وراء طريقة رد فعلك.
2. تصرف كما لو كنت غير خجول.في خلوتك تصرف كما لو كنت تقطر ثقة بالنفس، ارفع رأسك، افتح صدرك، وأضف نوعاً من البخترة إلى مشيتك وتكلم بشكل حازم. وقد يبدو هذه الأمر سخيفا، لكنك سترى النتائج عندما تتصرف هكذا في العلن.
3. مارس تَصنُّع انفعالات العين والتبسم في تفاعلاتك مع الآخرين.أوقع نفسك في دردشة عفوية مع غرباء حول الطقس أو قضايا الساعة.
4. انظر الأفضل فيك. فأحد الطرق لتكريس الثقة بالنفس هو التوجه إلى الأشياء الحسنة في الذات والتقليل من تأنيب الذات.
5. خفف من مخاوف رد فعلك من خلال تصور أسوأ ما قد يحصل.إذا قصدت أحداً وقال لك " لا " أو تركك وانصرف فلا تسهب في التفكير في هذه الرفض وتبالغ في معانيه فكل منا يُرفض بطريقة أو بأخرى.
6. انظر وتعلَّم.مراقبة الأصدقاء أو حتى الغرباء غير الخجولين طريقة جيدة لتعلُّم بعض التلميحات الأولية.
7. اشعر بإيجابية تجاه نفسك، ولا تجعل نفسك تشعر بالإحباط وتمتع بوقتك . وتذكَّر أن الهدف الحقيقي أن تجد شخصاً يحبك على ما أنت عليه.

علاج الخجل الاجتماعي
يمكننا أن نقي أطفالنا من مشاعر الخجل والانطواء على الذات ، بتقديم بعض الأساليب التربوية التي تساعد الأبناء على التخلص من الخجل الاجتماعي وأن نقطة البداية تبدأ من الطفولة لذا فأن نمو شخصية الأبناء وتكيفهم الاجتماعي يعتمد اعتمادا كليا على العائلة باعتبارها أول مؤسسة ينشئون في ظلها وما يتعلمونه ويتلقونه في كنفها يكون الأساس لصقل شخصيتهم بطابع معين يعكس واقع العائلة وواقع المجتمع الذي توجد فيه وبما أن الخجل الاجتماعي حالة عاطفية أو انفعالية معقدة تنطوي على شعور بالنقص والعيب حالة لا يبعث على الارتياح والاطمئنان فضلا عن أن سلوكه يتسم بالجمود والخمول يعيش منعزلا ومنزويا بعيدا عن رفاقه يمكن أن نقي أطفالنا من مشاعر الخجل الاجتماعي والانطواء على الذات من خلال اتباع الأتي :-
1- تحديد مواطن الخجل وذلك من خلال تحديد المواقف التي تسبب له الخجل وجعلها مواقف عادية بل ومشوقة وللأسرة دور كبير في ذلك ويكون بالابتعاد عن أسلوب التطبيع والتلقين والاعتماد على أسلوب التوعية مع الضبط والحماية .
2- تعزيز الثقة بالنفس وتقوية الأنا ورفض الحديث السلبي عن الذات عن طريق تعليم الأبناء الصراحة بحديثهم والتعبير بحرية عن رغباتهم وامتلاك الشجاعة للرفض أو القبول خاصة تقديم أبنائهم الخجولين إلى الآخرين عن طريق اللعب وتجارب تبعث على السرور والفرح .
3- تحاشي النقد السلبي لتصرفات الأبناء وتعريفهم بنتائج تصرفاتهم الخاطئة علنا أن الأباء والأمهات والمعلمين ومن سواهم من الذين يكثرون النقد غالبا ما يكونون طفلا خائفا وخجولا فمهما اشتدد الضبط من الطفل الخجول فلا داعي للومه أمام الآخرين حتى أمام أخواته وخاصة أصدقائه بل التماس النقاط الإيجابية في سلوكه ومنحه الوقت الكافي كي يخرج من خجله .
4- إيجاد جسر من التواصل والحوار بين الطفل والوالدين لأن الحب والحنان لا يفسد تربية الأبناء بل كل زيادة في الحنان والتقبل تعتبر أفضل لذلك ينبغي السماح لأبناء أن يقولوا لا في المواقف التي يستطيعون فيها ممارسة الاختيار لأن هذا يشعرهم بل استقلالهم موضع احترام وبأنهم متقبلون حتى لو لم يتفقوا معك لأن الأبناء ليس قطعة من أثاث في البيت وليسوا قطع من الطين في يد نحات أنه كائن حي يعيش كثير من التجارب ويمر بمختلف الظروف وعملية إكراهه على انتهاج أسلوب معين في السلوك تجعله يفشل ويصيب بالإرهاق النفسي .
5-على الشخص الخجول أن يتعلم بعض المهارات التي تمنع من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة .
6-أن يهتم الوالدان بتعويد أطفالهما الصغار على الاجتماع بالناس سواء بجلب الأصدقاء إلى المنزل لهم بشكل دائم أو مصاحبتهم لآبائهم وأمهاتهم في زيارة الأصدقاء والأقارب أو الطلب منهم برفق ليتحدثوا أمام غيرهم سواء كان المتحدث إليهم كبارا أو صغارا وهذه التعويد يضعف في نفوسهم ظاهرة الخجل الاجتماعي ويكسبهم الثقة بأنفسهم وقد كان أبناء الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين يتربون على التخلص التام من ظاهرة الخجل ومن بوادر الانكماشية والانطواء وذلك بسبب تعويدهم على الجرأة ومصاحبة الأباء لهم لحضور المجالس العامة وزيارة الأصدقاء وتشجيعهم على التحدث أمام الكبار ودفع ذوي النباهة والفصاحة منهم لمخاطبة الخلفاء والأمراء واستشارتهم في القضايا العامة والمسائل العلمية في مجمع من المفكرين والعلماء .
فقد كان الفاروق عمر بن الخطاب ، يصطحب ابنه عبدالله (رضي الله عنهما ) في حضور مجالس الرسول (e) وكان عبدالله دون الحلم أي طفل لم يبلغ سن البلوغ .
ومما تناقلته كتب الأدب ان صبيا تكلم بين يدي الخليفة المأمون ، فاحسن الجواب فقال له المأمون : ابن من انت؟ فقال الصبي : ابن الأدب يا أمير المؤمنين ، فقال المأمون :
المأمون نعم النسب وأنشد يقول :-
كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك محموده عن النسب

إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي

رابط المقالة كاملة
التعليقات
المأمون الهلالي
السيدة الموقرة د.فضيلة
سلمتِ لهذا الجهد المستوفي لجوانب الموضوع كافة ،أظن أن العلاج بالوعي لا يشفي كل المصابين، وإذا أثمر حيناً فصاحبه معرض للانتكاسة لأن سلوكاً كالخجل يكون مبرمجاً في الجهاز العصبي وممزوجاً بخزانة ذكريات العقل الباطن التي تربط السلوك بالسرور أو الحزن ، بالنجاح أو الخيبة ،،،لذلك فإن بعض المصابين لا يمكن له التخلص من هذا السلوك الا بمساعدة متخصص ، ولا شك أنك تعلمين أن العلاج يسير جدا ولكن االناس في منطقتنا يأبون ذلك ..
شكرا لك د.فضيلة
دام عطاؤك
د. فضيلة عرفات محمد
إلى الأخ المبدع المأمون الهلالي
تحية طيبة مهداة لك يا أخي العزيز شكرا لك على مرورك الكريم على صفحتي في النور شكرا لك على الإضافة الجميلة منك مع تقديري الكبير لك