الخميس، 30 ديسمبر 2010

عامٌ جديدٌ


مرَّ عام عشرةٍ وألفين وشيكًا ، وما زال مطلعُه ومُنتصفه حاضرَين في ذاكرتي كأني لم أُجاوزهما ،
ربما لأنه لم تكن لي فيه أحداثٌ مُحزنة خاصة ، تعلمتُ أثناءَه أشياءَ مُهِمَّة أظنها سوف تنفعُني العُمرَ كله ،
بدأتُ كتابة أوَّلِ قصةٍ طويلةٍ وكان ذلك بلبنانَ لمَّا ذهبتُ إليه وأقمتُ فيه لدُن الثالث والعشرين مِن الشهر التاسع(سبتمر) حتى السابع من الشهر الذي يليه ،
قبل خمسة أشهرٍ كتبتُ قصيدة عاطفية بلغت عشرة أبياتٍ، وفي الشهر الجاري هبط عليَّ إلهامُ الشعر هبوطًا متكررًا ، فرحتُ به كثيرًا ، فكتبتُ ثلاثَ قصائدَ ، اثنتان عاطفيتان إحداهما عن (ماجدة الرومي ) بلغت أربعة عشر بيتًا وأخراهما عامة بلغت عشرين بيتًا، والثالثة فكرية بلغت أربعين بيتًا .
كلما هلت سنة يأتيني نشاط عظيمٌ ثم يتلاشَى شيئًا فشيئًا ومعه تتلاشَى رغباتٌ أردتُ أنْ أحصل عليها ،

لكني هذه السنة الجديدة لن أدَعَ الكسلَ والإخفاقَ ينالان مني وأسألُ ربي العَونَ ،
http://www.youtube.com/watch?v=6DqKT5FTOSg

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

لسانُ العربِ ، ما أنفعَك!

أعظمُ كتابِ لغةٍ أبتهجُ بقراءته لسانُ العربِ
لِما ضمَّه مِن الدررِ النفيسةِ في اللغةِ والشعرِ
وأخبارِ العربِ وأيامِهم وأمثالِهم ،،
إنَّ قراءة َ المعاجمِ تـُعينُ الأديبَ والكاتبَ
على استقامةِ اللفظِ في كلامِه وجودةِ التركيبِ في جُمَله
وبذلك يكتسبُ البلاغة ، في آخرِ قراءةٍ للسانِ العربِ
أعجبني بيتا شعرٍ للأخطلِ ومعهما تعقيبٌ
للأصمعيِّ أورده ابنُ منظور،،، البيتانِ هما:
قَوْمٌ إِذا اسْتَنْبَحَ الأَضْيافُ كَلْبَهُمُ
قالوا لأُمِّهِم بُولي على النَّارِ
والخُبزُ كالعَنْبرِ الهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ
والقَمْحُ سَبْعُونَ إِرْدَبّاً بِدِينارِ
قال الأَصمعي وغيره البَيْتُ الأَوَّل من هذين البَيْتَيْنِ
أَهْجَى بيت قالته العَرَبُ لأَنه جَمَع ضُرُوباً من الهِجاءِ
لأَنه نَسَبَهم إِلى البُخْل لكونهم يُطْفِئُون نارَهم مَخافةَ الضِّيفان
وكونِهم يَبْخَلُون بالماءِ فيُعَوِّضُونَ عنه البولَ
وكونِهم يَبْخَلُون بالحَطَبِ فنارُهُمْ ضَعِيفَةٌ يُطْفِئُها بَوْلَة
وكونِ تلكَ البَوْلَة بَوْلَة عَجُوزٍ وهي أَقلُّ مِن بَوْلَةِ الشابة
ووصَفَهم بامْتِهانِ أُمِّهم وذلك لِلُؤْمِهِم وأَنهم لا خَدَمَ لَهم .
لسان العرب ، باب (ردب).

الأحد، 28 نوفمبر 2010

أكلاتُ العراقِ لا تبرحُ النفسَ

ما أشدَّ حنيني إلى العراقِ ، كلُّ شيءٍ فيه يسكنُ نفسي لا يبرحُ عنها مهما امتدَّ الزمانُ ،،
لمَّا هاجرتُ من العراقِ كانَ الأردنُ محطِّيَ الأولُ فاُضطررتُ إلى أنْ أقبلَ جميعَ ما فيه من طعامٍ وشرابٍ
وهواءٍ وغيرِ ذلك ، فاستبدلتُ بالقيمرِ العراقيِّ الطازجِ القيمرَ المُعَلبَ ، وبالخبزِ الشهيِّ العِيشَ المُكيَّسَ
وبالشايِ المُخَدَّرِ المُهَيَّلِ الثقيلِ الشايَ ذا الفتلةِ الخفيفَ عديمَ اللذةِ ،
حاولتُ أنْ أصنعَ الشايَ العراقيَّ مراتٍ عدة ً ولكني خبتُ وأذكرُ أنَّ أمِّي علمتني ذلك فنسيتُ ما تعلمته
، لمَّا زرتُ العراقَ سنة َ أربعٍ وألفين وخمسٍ وألفينِ لم يكن شيءٌ يشغلني أكثرَ من الأطعمةِ
التي فقدتها كالقميرِ والكبابِ والكاهي حتى الفلافلِ ،،،،


في الأعظمية مَطعمٌ اسمُه (مطعم فلافل خالد) يبيعُ فلافلَ لذيذة ً جدًّا ، أكلتُ منها غيرَ مرَّةٍ ،
فائدة لغوية ٌ/ استبدلتُ كذا بكذا ، الباءُ تدخلُ على الشيءِ المتروكِ ،
فحِينَ أقولُ : استبدلتُ بالقميرِ العراقيِّ القيمرَ المُعَلبَ ، أعني بذلك أنَّ القيمرَ العراقيَّ هو الشيءُ المتروكُ
والقيمرَ المُعلبَ هو الشيءُ المأخوذ، والدليلُ على ذلك دخولُ حرفِ الباء عليه ،
http://www.youtube.com/watch?v=Zk8c4PXigto

الخميس، 25 نوفمبر 2010

حنانُ النبيِّ الأكرمِ


روى أبو داود في كتابه (السُّنن) عن أنس بنِ مالكٍ -رضي الله عنه- قالَ: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخلُ علينا، ولي أخٌ صغيرٌ يُكنـَى أبا عُمَيْرٍ، وكان له نُغَرٌ يَلعبُ به فماتَ، فدخلَ عليه النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم ذاتَ يومٍ فرآه حزيناً فقالَ: "ما شأنـُه؟" قالوا: ماتَ نـُغـَرُهُ فقالَ: "يا أبا عُمَيْرٍ، ما فعلَ النـُّغـَير؟".
النـُّّغـَرُ : طائرٌ صغيرٌ.
هذا الحديثُ من الأحاديثِ العظيمةِ التي تكشفُ تواضعَ النبيِّ -عليه الصلاة والسلامُ- وعطفـَه على الصبيانِ ، فهو يسألُ عن حالِ أمِّتِه ولا ينسَى الصبيَّ منهم ، ومعلومٌ أنَّ الصبيَّ لا يُصيبُه من الهَمِّ ما يجعله مَحَلَّ عنايةِ النبيِّ الأعظمِ وسؤالِه ، ولكنَّ قلبَ النبيِّ وعقلـَه الكبيرَين كانا يَسَعانِ الناسَ أجمعين ؛ والصغيرُ والكبيرُ سواءٌ عنده ، فهذا الصبيُّ ماتَ طائرُه فاهتمَّ لأمرِه وسأله عمَّا أحزنه .
صاغ الشاعرُ الغنائيُّ (نبيل خلف) معنى الحديثِ في قطعةِ شعرٍ ولحَّنها الملحنُ (وليد سعد) تلحينـًا جميلاً وهو على مقامِ الصبا، وغناها المطربُ المُتمكنُ (وائل جسار) بصوتٍ رائعٍ وأداءٍ مُؤثـِّرٍ وقد مُثـِّلت الأغنية ُ تمثيلاً ممتازًا أعانَ على إظهارِ المعنى الرائعِ الذي صاغه الشاعرُ وأصابَ الغرَضَ المَقصودَ ،،،
إنَّ في الشعرِ الفصيحِ قصائدَ كثيرة ً مُتقنة ً تعرِضُ حياة َ النبيِّ (ص) وأخلاقـَه وأخرَى تعرِضُ وصايا الإسلامِ السَّمْحة َعمومًا ،غيرَ أنَّ أهلَ الفنِّ مِن منتجين وملحنين ومطربين يَعزفون عنها؛ يظنون أنها لا تلقى قبولَ الناسِ وإعجابَهم ، وإذ هم كذلك فلا أقلَّ مِن أنْ يختارَ الشعراءُ منهم موضوعاتٍ مهمَّة ً وراقية ً ليَصوغوها شعرًا - ولو عامِيًّا لأنَّ فصيحَ الشعرِ يستصعِبُه بعضُ الناسِ - ثمَّ يُلحِّنـَها مُلحنون ماهِرون فيؤدِّيَها مطربون ذوو صوتٍ عذبٍ وقويٍّ ، ولا مَحِيدَ مِن أنها ستكونُ مَحبوبة ً عندَ الناسِ ومطلوبة ً ؛ لأنهم مَلـُّوا من استماعِ الأغاني التافهةِ في مَوضوعاتِها وكلماتِها وألحانِها وأدائها ،،،



الاثنين، 22 نوفمبر 2010

نيلز ، سنينُ طفولةٍ لا تـُنسَى

(نيلز) كارتونٌ جميلٌ وواحدٌ مِن أفلامِ الكارتون التي لا أنساها أبدًا ، شاهدته لأولِ مرةٍ وعمري ثمانِي سنين وأنا إذ ذاك في الابتدائية ، وكان تلفزة العراقِ عرضته في العطلة الصيفةِ فكنتُ آكلُ أكلة َ الفطورِ وأنا أشاهده ، وربما عرضتها التلفزة ُ أثناءَ المدَّة الدراسيةِ ، وكان لِبعضِ المدارس وقتان للدراسةِ ؛ وقتٌ صباحيٌّ يبدأ في الثامنة صباحًا وينتهي عند الثانية عشرة ظهرًا ، ووقتٌ مسائيٌّ يبدأ في الثانية َعشرة َ وثلاثين دقيقة ً وينتهي في الرابعةِ وثلاثينَ دقيقة ً، فإذا ما كنتُ مُنتظِمًا في الوقتِ الثاني عدتُ فجلستُ أتغدَّى مع مشاهدتي له ، وللكارتون موسيقا رائعة في مُقدّمَتِه ،

وإخالُ أنَّ مِمَّا جَمَّلَ (كارتون نيلز) صوتَ الممثلةِ (مادلين طبر) التي أدَّت بصوتِها شخصية َ (نيلز) أداءً جذابًا ولطيفـًا ، وهي أيضًا ممثلة ٌ مُبدعة ٌ ظهرت في عدةِ مسلسلاتٍ فاستطاعت أن تؤسِّسَ لنفسِها شخصية ً مُمَيزة ً وفذة ً في كلِّ عملٍ أدَّته، وهي محافظة ٌعلى رشاقتِها ونشاطِها كما كانت قبلَ خمسٍ وعشرين سنة ً ، إنها حقـًّا ذكية 
عزف المقدمةالرائع




الخميس، 18 نوفمبر 2010

وليد محمد حاج


شرعَ منذ أسابيعَ (وليد محمد حاج) في عرضِ شهادته على العصر ، وهو من السودان وعمره ستة ٌ وثلاثون عامًا ، سافر مُنتصفَ التسعيناتِ إلى السعوديةِ لِيَعملَ فيها عساهُ أن يجمعَ مالاً فيَجعلَه مهرًا للزواجِ إذا عاد إلى بلادِه ، وكان له ما أراد إذ استطاعَ أن يجمعَ المهرَ ، وقبلَ أن يرجع إلى السودان سافر إلى باكستانَ للدعوة الإسلامية فيها ، ثم سافرَ إلى أفغانستانَ ثم وقع الغزو الأمريكي فأمسكَ الغزاةُ به وحبسوه في غوانتانامو الرهيبِ ، رأى في أيَّامِ سَجنِهِ صنوفـًا من إجرامِ الغزاةِ ،،،
يروي في حلقاتٍ عدَّة بعضَ ما شاهده من الفجائعِ والأهوالِ ,,,,
http://www.youtube.com/watch?v=R5gFt4SHEAk

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

عيدٌ غريبٌ ومفيدٌ

لمَّا اقتربَ موعدُ أذانِ المغربِ أمسِ التاسعِ من ذي الحجةِ علمتُ بوفاةِ قريبٍ لي ، كان شيخًا كبيرًا ، وقلتُ في نفسي ، سأدهبُ غدًا إلى المقبرةِ لأحضرَ دفنـَه في أولِ أيامِ العيدِ ، ظننته حدثـًا مكروهًا ولكني لما رأيتُ القبرَ وقد وُضِعت فيه الجثة ُ وجدتُ أني انتفعتُ بزيارتي للمقبرةِ وذلك أني رأيتُ رجلاً انتهت حياته وليس قادرًا على أن يعملَ شيئا لا لدنياه ولا لأخراه ، وأما أنا فما زلتُ قادرًا على العملِ الصالحِ ، وأتمنى أن يظل أثرُ هده الموعظةِ ثابتـًا في نفسي ،
أرجو لكم سعادة َ الحياةِ وما بعدها ،

الخميس، 16 سبتمبر 2010

أريدُ زوجًا








شاهدتُ بعضَ حلقاتِ (عايزة اتجوز ) وما أعجبني فيها هو البوحُ الأنثوي بأمورٍ يجهلها الرجالُ أكثرُهم ،

منها اقتناصُ المرأةِ للرجلِ والأساليبُ المتبعة ُ في ذلك ، ومنها العناءُ الذي تجده المرأة ُ من جرَّاءِ بقائها بغيرِ زوجٍ ،

أرسلَ إليَّ قريبٌ حبيبٌ خبرًا عن صحفيةٍ ليبيةٍ كريمةٍ ، كتبت مقالة ً أظهرت فيها حاجتها إلى زوج ودعت الرجالَ إلى تعدد الزوجات لأنَّ ذلك -بحسب رأيها- يقللُ أعدادَ النساءِ غيرِ المتزوجاتِ ،

أسألُ الله ألا يُبقي امرأة ً إلا ورزقها زوجًا صالِحًا لتعيش بسعادةٍ معه ،

هنا رابط المقالةِ من الموقع الليبي الذي نشر الخبر ،
http://www.transparency-libyaonline.com/index.php?option=com_content&view=article&id=335:g-------&catid=182:2010-07-04-03-58-09&Itemid=178

الاثنين، 13 سبتمبر 2010

إمامُ الدعاةِ محمد متولي الشعراوي


أستفيد كثيرًا وأستمتع أيضًا بمشاهدة خواطر الشعراوي المُتلفزةِ وبقراءة تفسيره المطبوع لقرآن الكريم أيضًا الذي لم أنتفِع بتفسيرٍ كما انتفعتُ به ،
تبسُّمُ ( الشعراوي) مُبهِجٌ وحديثه لا يُملُّ ،
أهملت أكثرُ القنواتِ عرضَ خواطرِه المفيدة ،
ولم يسدَّ كلُّ الدعاةِ مكانه الخالي إلى يومنا هذا ،
رحمهُ اللهُ

الخميس، 9 سبتمبر 2010

رمضانُ ، ما أسرعَك


تصرَّمَ رمضانُ سريعًا دون أن نشعرَ به ،

وقد وصفه الله -عزَّ وجلَّ - بأنه أيام مَعدودات ،

أظنُّ أنَّ في رمضانَ دلالة ً عظيمة على سرعةِ انقضاء الزمن ،

فعلينا ألا نضيعَ منه دقيقة واحدة ً ،

ولكن هل نستطيعُ أم تغلبنا الغفلة ُ والنسيان ؟!

ما أشدَّ اشتياقي إلى كليجة العيد في بغداد ، إنها لا تـُنسَى أبدًا

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

النظر إليهم راحة

أرسل إليَّ قريبٌ لي صورَ أطفالٍ جميلة ً ؛ تظهر على وجوههم البراءة والنقاء ، تجعل الإنسانَ يتمنى لو عادت به الأيام ،
سأعرض بعضَها
نـَم يا حبيبي ، ما أجمل الورود على رأسك ، في قلبك أيضًا

افرخي أيتها الجميلة ؛ لا شيء يشغلك ، كالكهرباء والماء والحصة التموينية

نظرتك لطيفة ، يبدو فيها ذكاؤك

الأربعاء، 18 أغسطس 2010

رمضانيات جميلة


من الأشياء العجيبة في الصبا التي كنا ندوام عليها أثناء الصيام أنا وأخواي لعِبُ كرة القدم حتى أذان المغرب فنعود إلى البيت ويكون ماء حنفية الحديقة أولَ إفطارنا ، وأمي تعجب وتقول : ما هذا ؟
كنا نرغب في الصيام ولو كان متعبًا لنا ، ولا نبالي بلعب الكرة التي تـُتعِبُنا وتعطشنا

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

رمضان ، ما أجملك !

ها هو رمضان يزورنا بعد غياب لا ندري بمَ نصفه ، فهو طويل لفرط شوقنا له ، وهو قصير لأنَّ العام الماضي مرَّ سريعًا ،
أتذكر رمضان العراق ، كنتُ صبيًا و أكثر ما كان يعنيني هو لعب المحيبس وشرب الحامض والتهام اللقيمات

من أجمل الأشياء أن تجتمع العائلة على مائدة واحدة ،
فحينئذٍ يكون للطعام ذوق شهيٌّ وإحساسُ بالأمن والراحة

هاتفتُ أقربائي بالعراق أسألهم عن أحوالهم ، فأخبروني أن الكهرباء معدومة والماء منقطع ، وهم يتعبون كثيرًا ليحصلوا على ما يكفيهم
ويشتد التعب لأن الجو حارٌّ جدًّا
أشعر براحة كبيرة هذا العام لم أجدها في الأعوام الماضية وأسأل الله ألا يُعيد من الماضي إلا الأشياء الجميلة والنافعة
أتمنى أن أستطيع أن أتمم برنامجي في القراءة في هذا الشهر وأن أبتعد عن التلفاز لأنه حقـًّا غير نافع ما عدا بعض البرامج
رمضان جانا وافرحنا بو

الثلاثاء، 22 يونيو 2010

سَفـَرٌ مُبهِجٌ






كنتُ أهبابُ أنْ أسافِرَ بالسيارةِ قائدًا ، وأظنُّ أنَّ للذين يفعلون ذلك قِوًى فذة ً لا أملكها ، حتى جرَّبتُ ضلك فوجدتـُه يُكسِبُ تعبًا ومللاً كبيرَين جعلاني ازدادُ نفورًا مِنه في أول السفرات ، إلا أني بعدما سافرتُ مِرارًا صار السفر عادة ً أفعلها مِن دون عناءٍ بل أصبحتُ أبتهجُ بالسفر أيَّما بهجةٍ وأتمنى أنْ تحصل لي حاجة ٌ أسافِرُ لأجل قضائها كلَّ شهرٍ أو شهرَين .
كنتُ في بداية الأمر إذا انطلقتُ بالسيارة أقف عند كلِّ استراحةٍ في الطريق ؛ أملأ خزانَ الوَقود تارة ً وأفطرُ أو أتغدَّى أو أتعشى تارة ً وابتاعُ كوبًا مِن الكابتشينوا أو قارورة َ ماءٍ تارة ً وأستريحُ قليلاً مع كلِّ وقفة ٍ .


غيرَ أني في السفرةِ الأخيرة قبل أسبوعين وقفتُ وقفتين فقط لئلا تطولَ بي ساعاتُ السفر فلا يكفيني الوقتُ لقضاء بُغيتي ।


أشعرُ وأنا أقود - مُسافرًا - بانطلاق روحي وتحرر نفسي مِن الخوف والقلق .


ومَّا أُلزِمُ به نفسي إذا سافرتُ ألا أقودَ إلا بعد نوم ٍ لا يقلُّ عن أربع ساعاتٍ ، وألا تتجاوز سرعتي مئة ً وعشرين في الساعة ، وهذان الأمران يُريحانِنِي كثيرًا .


ومتى تعبتُ أو نعستُ وقفتُ فأرحتُ جسمي ولو لم تيقَ إلا مسافة ٌ قصيرة .


وأذكرُ أنه ذاتَ مرةٍ بقـِيَت ساعة ٌ وربعٌ حتى أصلَ إلى المنزل فتعبتُ تعبًا شديدًا ونعستُ فوقفتُ فنمتُ ساعة ً ونصفـًا ثمَّ أكملتُ الطريق نشيطـًا قد ذهب جُلُّ تعبي .


الخميس، 25 فبراير 2010

أمين الجميل



لبنان بلد رائع بطبيعته الخلابة وثقافة أهله الواسعة ، وهو من أسبق البلدان العربية إلى المَدنية كما أنه يشبه العراق في تعدد أديانه وطوائفه ،
لم أكن أعرف شيئا عنه مطلقـًا ؛ حتى إني ما كنت أكاد أفهم اللهجة العامية عندهم ، فأخذت أتابع بعض قنواتهم الفضائية وخصوصًا ( otv ) لكي أطـَّلع عن كثب على شؤون لبنان ولا سيما التاريخ السياسي الحديث له، وفي برنامج { شاهد على العصر } في قناة الجزيرة - وهو أحب البرامج إلى نفسي - جاءتني فرصة جيدة لمعرفة الحال السياسية في لبنان ؛ إذ كان الضيف الرئيسَ اللبناني الأسبق أمين الجميل وهو ابن السياسي ( بيير الجميل )، تحدث فيها عن لبنان منذ الأربعينات وذكر متى أُسِّس حزب الكتائب الذي كان والده رئيسًا له ولماذا كان ذلك ، وتحدث أيضًا عن الحرب الأهلية وكيف اشتعلت ومن هم المشاركون فيها ، كان عرضه مُشوِّقـًا ومملوءً بالفجائع وبالأحداث العجيبة

ومنها مقتل أخيه ( بشير الجميل ) بعد ثلاثة أسابيع من توليه رئاسة لبنان ؛ فكان أخوه أصغر الرؤساء عمرًا وأقلهم زمَنـًا في الحكم ؛ فجعلني هذا أشاهد حلقات معروضة في اليوتيوب بعنوان { من قتل بشير الجميل } فاستفدت منها وعرفت أمورًا كثيرة عن الشأن السياسي في لبنان ، كان الرئيس الجميل هادئا أثناء الحلقات ،
وعلى أنَّ الطريقة الحوارية للإعلامي البارز أحمد منصور طريقة مباشرة بما تحويه من أسئلة كثيرًا ما تكون محرجة للضيف إلا أنَّ الجميل كان حليمًا ومبتسمًا في كلِّ الحلقات ، وكان أشدَّ سؤالٍ سأله أحمد منصور للجميل هو { هل تعاملتم مع الشيطان } يعني بذلك أنَّ حزب الكتائب ومعه القوات اللبنانية استعانوا بالصهاينة إبَّان الحرب الأهلية فأجاب الجميل : نعم ؛ ثم ذكر "مسوِّغات" التعاون معهم ، الحقُّ أنَّ الجميل مثقف وذكي ورَزين ، كنتُ أُعيد مشاهدة بعض الحلقات مرتين أوثلاثـًا وكأني أشاهدها لأول مرة،

إذا أراد أحد أن يشاهد برنامجًا فيه المتعة والفائدة معًا فليشاهد { شاهد على العصر } .
رابط للحلقة الأولى
http://www.youtube.com/watch?v=bZf_yPP8bsU

السبت، 23 يناير 2010

آمِنْ بعقلِكَ


آمِنْ بعقلِكَ أيُّها الإنسانُ
إنَّ الحِجا لكَ جَوهَرٌ وسِنانُ
فاهْجُرْ أخاديرَ الخُرافةِ إنـَّها
تسبي العقولَ فيَظفرُ السِّرحانُ
كم خاتلٍ أغضَى الجُفونَ بهَيأةٍ
فجَنىَ الغِنىَ ، وتبيعُهُ سَغبانُ
أوَما عَلِمْتَ الفقرَ ناثرَ ذرِّهِ
في أرضِنا ، ونبيلنا مَلآنُ
فخُذ َنْ مَقاليدَ الكِياسةِ حُسنـَها
تلقَ المَرامَ ، فيُدحَرَ العَيْثانُ
كم خاملٍ باعَ الحِياضَ بدانِقٍ
فغدا السَّنِيَّ ، وعَسفـُه يَقظانُ
أفما رأيتَ القهرَ باسط َ فرشِهِ
يَعلو الأنامَ ، وفوقه غِيلانُ
فاحْطِمْ أحابيلَ الكِهانةِ غـُلـَّها
تكن ِ المُحرَّّرَ ، أيُّها الوَسنانُ
سائِلْ جُدودَك إذ لهم عِرفانُ
يُفتوك فيه ، وحالنا صِنوانُ
حِجَجًا خَلونَ التعْسُ عارِضُ شُؤمِهِ
بطريقِنا ، وعَريفـُنا مَيسانُ
آمِن بنفسِكَ أيُّها الحَيرانُ
وانهضْ بها، فنهوضُها إيمانُ
إنَّ السلامة َ لا تكونُ لِمُبْحِرٍ
ترَكَ السَّفِينَ تقودُها حِيتانُ
............................
1/ أخادير : بيوت 2/ تبيع : تابع أو خادم 3/ سغبان : جائع تعِب 4/ الذر : صِغار النمل 5/ عَيْثان : مُفسِد 6/ الغُلُّ : الطوق في العنق 7/ وسْنان : ناعس 8/ الصِنوان: الأصل الذي له فروع عِدة 9/ أحابيل: مَصايد 10/ حِجج : سنين 11/ التعْس : التعثر في المشي 12/ مَيسان : مُتبختِر في مِشيته .