الأحد، 28 نوفمبر 2010

أكلاتُ العراقِ لا تبرحُ النفسَ

ما أشدَّ حنيني إلى العراقِ ، كلُّ شيءٍ فيه يسكنُ نفسي لا يبرحُ عنها مهما امتدَّ الزمانُ ،،
لمَّا هاجرتُ من العراقِ كانَ الأردنُ محطِّيَ الأولُ فاُضطررتُ إلى أنْ أقبلَ جميعَ ما فيه من طعامٍ وشرابٍ
وهواءٍ وغيرِ ذلك ، فاستبدلتُ بالقيمرِ العراقيِّ الطازجِ القيمرَ المُعَلبَ ، وبالخبزِ الشهيِّ العِيشَ المُكيَّسَ
وبالشايِ المُخَدَّرِ المُهَيَّلِ الثقيلِ الشايَ ذا الفتلةِ الخفيفَ عديمَ اللذةِ ،
حاولتُ أنْ أصنعَ الشايَ العراقيَّ مراتٍ عدة ً ولكني خبتُ وأذكرُ أنَّ أمِّي علمتني ذلك فنسيتُ ما تعلمته
، لمَّا زرتُ العراقَ سنة َ أربعٍ وألفين وخمسٍ وألفينِ لم يكن شيءٌ يشغلني أكثرَ من الأطعمةِ
التي فقدتها كالقميرِ والكبابِ والكاهي حتى الفلافلِ ،،،،


في الأعظمية مَطعمٌ اسمُه (مطعم فلافل خالد) يبيعُ فلافلَ لذيذة ً جدًّا ، أكلتُ منها غيرَ مرَّةٍ ،
فائدة لغوية ٌ/ استبدلتُ كذا بكذا ، الباءُ تدخلُ على الشيءِ المتروكِ ،
فحِينَ أقولُ : استبدلتُ بالقميرِ العراقيِّ القيمرَ المُعَلبَ ، أعني بذلك أنَّ القيمرَ العراقيَّ هو الشيءُ المتروكُ
والقيمرَ المُعلبَ هو الشيءُ المأخوذ، والدليلُ على ذلك دخولُ حرفِ الباء عليه ،
http://www.youtube.com/watch?v=Zk8c4PXigto

الخميس، 25 نوفمبر 2010

حنانُ النبيِّ الأكرمِ


روى أبو داود في كتابه (السُّنن) عن أنس بنِ مالكٍ -رضي الله عنه- قالَ: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخلُ علينا، ولي أخٌ صغيرٌ يُكنـَى أبا عُمَيْرٍ، وكان له نُغَرٌ يَلعبُ به فماتَ، فدخلَ عليه النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم ذاتَ يومٍ فرآه حزيناً فقالَ: "ما شأنـُه؟" قالوا: ماتَ نـُغـَرُهُ فقالَ: "يا أبا عُمَيْرٍ، ما فعلَ النـُّغـَير؟".
النـُّّغـَرُ : طائرٌ صغيرٌ.
هذا الحديثُ من الأحاديثِ العظيمةِ التي تكشفُ تواضعَ النبيِّ -عليه الصلاة والسلامُ- وعطفـَه على الصبيانِ ، فهو يسألُ عن حالِ أمِّتِه ولا ينسَى الصبيَّ منهم ، ومعلومٌ أنَّ الصبيَّ لا يُصيبُه من الهَمِّ ما يجعله مَحَلَّ عنايةِ النبيِّ الأعظمِ وسؤالِه ، ولكنَّ قلبَ النبيِّ وعقلـَه الكبيرَين كانا يَسَعانِ الناسَ أجمعين ؛ والصغيرُ والكبيرُ سواءٌ عنده ، فهذا الصبيُّ ماتَ طائرُه فاهتمَّ لأمرِه وسأله عمَّا أحزنه .
صاغ الشاعرُ الغنائيُّ (نبيل خلف) معنى الحديثِ في قطعةِ شعرٍ ولحَّنها الملحنُ (وليد سعد) تلحينـًا جميلاً وهو على مقامِ الصبا، وغناها المطربُ المُتمكنُ (وائل جسار) بصوتٍ رائعٍ وأداءٍ مُؤثـِّرٍ وقد مُثـِّلت الأغنية ُ تمثيلاً ممتازًا أعانَ على إظهارِ المعنى الرائعِ الذي صاغه الشاعرُ وأصابَ الغرَضَ المَقصودَ ،،،
إنَّ في الشعرِ الفصيحِ قصائدَ كثيرة ً مُتقنة ً تعرِضُ حياة َ النبيِّ (ص) وأخلاقـَه وأخرَى تعرِضُ وصايا الإسلامِ السَّمْحة َعمومًا ،غيرَ أنَّ أهلَ الفنِّ مِن منتجين وملحنين ومطربين يَعزفون عنها؛ يظنون أنها لا تلقى قبولَ الناسِ وإعجابَهم ، وإذ هم كذلك فلا أقلَّ مِن أنْ يختارَ الشعراءُ منهم موضوعاتٍ مهمَّة ً وراقية ً ليَصوغوها شعرًا - ولو عامِيًّا لأنَّ فصيحَ الشعرِ يستصعِبُه بعضُ الناسِ - ثمَّ يُلحِّنـَها مُلحنون ماهِرون فيؤدِّيَها مطربون ذوو صوتٍ عذبٍ وقويٍّ ، ولا مَحِيدَ مِن أنها ستكونُ مَحبوبة ً عندَ الناسِ ومطلوبة ً ؛ لأنهم مَلـُّوا من استماعِ الأغاني التافهةِ في مَوضوعاتِها وكلماتِها وألحانِها وأدائها ،،،



الاثنين، 22 نوفمبر 2010

نيلز ، سنينُ طفولةٍ لا تـُنسَى

(نيلز) كارتونٌ جميلٌ وواحدٌ مِن أفلامِ الكارتون التي لا أنساها أبدًا ، شاهدته لأولِ مرةٍ وعمري ثمانِي سنين وأنا إذ ذاك في الابتدائية ، وكان تلفزة العراقِ عرضته في العطلة الصيفةِ فكنتُ آكلُ أكلة َ الفطورِ وأنا أشاهده ، وربما عرضتها التلفزة ُ أثناءَ المدَّة الدراسيةِ ، وكان لِبعضِ المدارس وقتان للدراسةِ ؛ وقتٌ صباحيٌّ يبدأ في الثامنة صباحًا وينتهي عند الثانية عشرة ظهرًا ، ووقتٌ مسائيٌّ يبدأ في الثانية َعشرة َ وثلاثين دقيقة ً وينتهي في الرابعةِ وثلاثينَ دقيقة ً، فإذا ما كنتُ مُنتظِمًا في الوقتِ الثاني عدتُ فجلستُ أتغدَّى مع مشاهدتي له ، وللكارتون موسيقا رائعة في مُقدّمَتِه ،

وإخالُ أنَّ مِمَّا جَمَّلَ (كارتون نيلز) صوتَ الممثلةِ (مادلين طبر) التي أدَّت بصوتِها شخصية َ (نيلز) أداءً جذابًا ولطيفـًا ، وهي أيضًا ممثلة ٌ مُبدعة ٌ ظهرت في عدةِ مسلسلاتٍ فاستطاعت أن تؤسِّسَ لنفسِها شخصية ً مُمَيزة ً وفذة ً في كلِّ عملٍ أدَّته، وهي محافظة ٌعلى رشاقتِها ونشاطِها كما كانت قبلَ خمسٍ وعشرين سنة ً ، إنها حقـًّا ذكية 
عزف المقدمةالرائع




الخميس، 18 نوفمبر 2010

وليد محمد حاج


شرعَ منذ أسابيعَ (وليد محمد حاج) في عرضِ شهادته على العصر ، وهو من السودان وعمره ستة ٌ وثلاثون عامًا ، سافر مُنتصفَ التسعيناتِ إلى السعوديةِ لِيَعملَ فيها عساهُ أن يجمعَ مالاً فيَجعلَه مهرًا للزواجِ إذا عاد إلى بلادِه ، وكان له ما أراد إذ استطاعَ أن يجمعَ المهرَ ، وقبلَ أن يرجع إلى السودان سافر إلى باكستانَ للدعوة الإسلامية فيها ، ثم سافرَ إلى أفغانستانَ ثم وقع الغزو الأمريكي فأمسكَ الغزاةُ به وحبسوه في غوانتانامو الرهيبِ ، رأى في أيَّامِ سَجنِهِ صنوفـًا من إجرامِ الغزاةِ ،،،
يروي في حلقاتٍ عدَّة بعضَ ما شاهده من الفجائعِ والأهوالِ ,,,,
http://www.youtube.com/watch?v=R5gFt4SHEAk

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

عيدٌ غريبٌ ومفيدٌ

لمَّا اقتربَ موعدُ أذانِ المغربِ أمسِ التاسعِ من ذي الحجةِ علمتُ بوفاةِ قريبٍ لي ، كان شيخًا كبيرًا ، وقلتُ في نفسي ، سأدهبُ غدًا إلى المقبرةِ لأحضرَ دفنـَه في أولِ أيامِ العيدِ ، ظننته حدثـًا مكروهًا ولكني لما رأيتُ القبرَ وقد وُضِعت فيه الجثة ُ وجدتُ أني انتفعتُ بزيارتي للمقبرةِ وذلك أني رأيتُ رجلاً انتهت حياته وليس قادرًا على أن يعملَ شيئا لا لدنياه ولا لأخراه ، وأما أنا فما زلتُ قادرًا على العملِ الصالحِ ، وأتمنى أن يظل أثرُ هده الموعظةِ ثابتـًا في نفسي ،
أرجو لكم سعادة َ الحياةِ وما بعدها ،