الجمعة، 30 أكتوبر 2009

في رواقِ الأستاذةِ رايس


حضرَ بعضُ صقورِ البيتِ الأبيض وليمة أعدتها الآنسة كوندوليزا رايس في بيتِها ابتهاجاً بعودتِها إلى تدريسِ العلومِ السياسيةِ في جامعةِ ستانفورد ؛ ودعت إليها بوش وأوباما ورامسفيلد ونيجروبونتي وآل غور ؛يجلسون جميعاً على الأرائكِ ؛ تتراقصُ في أيديهم كؤوسٌ دِهاقٌ ؛؛؛
....................
بوش : أهنئكِ آنستي على إيابِكِ الميمونِ الى رحابِ المعرفةِ ؛
رايس : أشكركَ لهذا الإحساسِ الأدفقِ ؛؛؛ والرَّجيّة أنْ أنفعَ بلدي أبدًا؛
نيجروبونتي : عزيزتي رايس ؛ لِمَ لا تعملين عملاً آخرَ يَسطَعُ شعاعُه من شُرَفِ مسيرَتيْكِ العلميةِ والسياسيةِ ؟!
رايس : جالت هذهِ الفكرةُ في عقلي فراقتني ؛ ولكني حِرتُ ؛ ماذا أعملُ ؟
اوباما : اعملي ممرضة ؛ تضمِّدين الجرحى وتواسين المرضى وفي ذلكَ ثوابٌ جزيلٌ ..
رايس : هذا عملٌ جليلُ القدرِ غيرَ أني لا أقوى على أنْ أرى دماءً تسيلُ أو أطفالاً يصرخون !!
تبسّمَ اوباما قائلاً : إذاً ، ماذا كنتِ تصنعين في العراقِ ؟!
بوش : رِفقاً يا اوباما ؛ ودَعْكَ من التعريضِ ؛ إننا الليلةَ نتنادَمُ ونبتهجُ ؛؛؛
رايس : علينا الآنَ أنْ نمرّضَ شعبَنا من جراحِه الاقتصاديةِ أولاً ..
اوباما : إنّ جراحَنا غائرةٌ ..
رامسفيلد : اقترحُ يا رايس أن تعملي مضيفة طيرانٍ وهذا سيجعلك تسافرين كثيرًا وأنت آلِفة للسفرِ ..
رايس : ما أظرفك ، إني أخشى أنْ يؤذيَني ذوو العربدةِ من الركابِ ..
نظروا جميعاً إلى بوش !!
رامسفيلد : لاجَرَمَ ؛ فالصَوَلانُ على النساءِ طفِقَ يقعُ بهنَّ مُختلِفَ الوجوهِ ولا مَنجَى لهنَّ منه في هذا الزمانِ ..
آل غور : أنتِ على صوابٍ يا رايس ؛ فقد سألتُ كلينتون ذاتَ مرةٍ ؛كيف اشتعلَ رأسُك شيباً ؟!
فأجابني : شيبتني امرأتانِ ؛ مونكا لوينسكي وقد نِلتُ منها .،،،،،،
وبقيت رايس ، دونها حُصونٌ منيعة !!! ..
رايس : أنتَ أنيسُ المُجالسةِ ،عذبُ المحادثةِ يا آل غور!
بوش : أحقاً قال كلينتون هذا ؟!
آل غور : نعم نعم ؛
وقد قال أشياءَ أخرى ، لنْ أذكرَها !!
تلوّتْ رايس خجَلاً ؛؛؛؛؛
فنظرَ بعضُهم إلى بعضٍ !؛
رامسفيلد لبوش : ما حالك بعدَ أنْ عَرَفت السيدةُ لورا خَبرَ الحذاءِ المقذوفِ عليك ؟!
ابتسمَ بوش ابتسامته المعهودةَ ؛!!
وقال : لا ضَيرَ؛ لم يكنْ ما وقعَ إلا بدعاً من التعبيرِ مَصبوغاً بالحَنقِ ، وفيه علامة "لنجاحِنا" ؛ ونحن نرومُ أنْ نوجِدَ "الحرية في العراق الجديدِ".
ولكنْ قبلَ أيامٍ كنتُ أنا ولورا جالِسَين نتغدى فاختلفنا في شؤونِ الحديقةِ ؛
أيُّّنا يسقيها ذلكَ اليومَ ؟؛ فرأيتُها رفعت المِلعقة وأومأت بها ؛ فقلتُ : واللهِ سترميني .
رامسفيلد : وهل رَمَتك ؟بوش : لا ؛ ومهما يكنْ من أمرٍ فأنا عَتيدٌ لصَدِّ أيِّ رميةٍ !!
نيجروبونتي : أبَيْتَ اللعنَ يا بوش ؛ لقد رأيناكَ إذ ذاكَ تتوقىَ توقِيّاً مُعجِباً ..
رايس : لو رشقتكَ لورا ماذا كنتَ فاعلاً ؟
بوش : لورا صبرتْ عليَّ مَلِيّاً إبّانَ خيبتي المُنقطِعةِ ؛ قبلَ أنْ أعملَ في السياسةِ، كما أنها احتملت طيشَ سُكري كثيرًا،، وهي مواطنة يا عزيزتي لا بأسَ عليها .
نيجرو بونتي : اقترحُ عليكِ يا رايس أنْ تعملي معي مشرفة في فرقِ الموتِ؟
رايس : أما تزالُ لديكم مهماتٌ تُزمِعون إنفاذها بعد العراق ؟؟
نيجرو بونتي : نحن حُضورٌ في كل هَرْجٍ ومَرْجٍ ، ولعلّ السودانَ تتلو العراقَ !!
ضحك رامسفيلد وقال : جَيْرِ ، نحنُ رُعاةُ الهَرْجِ والمَرْجِ ..
رايس لنيجروبونتي : أنتم تقترفون بوائقَ عظمى ، ولا قِبَلَ لي برؤيةِ مشاهدِها !!
بونتي : نفعلُ ذلكَ ذبّاً عن حياضِ أمّتِنا وجَلباً لما ينفعُها يا عزيزتي !!!!
اوباما : ما أعجبَ أمرَنا ؛ نحنُ لا ننفكُّ نعرجُ إلى القمرِ ، وفي جامعاتِنا ومراكزِ دراساتِنا تُعَد بحوثُ العلمِ الفضلى في شتى حقولِ المعرفةِ ..
آل غور : ولدينا أرقى صنوفِ التكنلوجيا الحديثةِ ..
اوباما : ونحنُ أيضاً لانفتأ نبسطُ أيدِيَنا للحركاتِ الثيوقراطيةِ في "الشرقِ الأوسطِ" ونُعينهم بقراراتنا المَقضِيِّةِ في حربهم وسِلمِهم على سواءٍ!
نجروبونتي : نفعلُ ذلكَ يا عزيزي ذودًا عن الوطن ، ذودًا عن الوطن !!
رايس : الثيوقراطيون زعماءُ ؛ هم أشبهُ شيءٍ بالآلهةِ ؛ وطَوعُ وِلايَتِهم حُشودٌ حَيْرى لا تهتدي إلا إذا كان لها راهبٌ تتبعُه حَذوَ القُذةِ بالقذةِ ،
عسى عجبُك أنْ يَنقطعَ !
نيجروبونتي : ولا شك في أنَّ خطابَنا لرجلٍ أوْحَدَ في قومٍ أغفالٍ خيرٌ من خطابنا لقومٍ فُطناءَ يتساءلون عن غدِهم بَلهَ يَومُهم !!
اوباما : نجدُ بُغيتنا أيسرَ ما تكونُ مع الثيوقراطيين .
دنا آل غور من اوباما وهمسَ في أذنِه قائلا : لا أحبُّ أن يضربَ الرجلُ زوجته ولكنني أتمنى أنْ تتزوجَ رايس رجلاً يصفعُها صباحاً ويركلها مساءً!
غضبَ أوباما وقالَ: على رِسْلِك آل غور ؛ فإنَّ رايس ابنة عمي ولا أرضى أنْ تقولَ فيها ما أكرَهُ ..!!
آل غور : حَسنٌ ، لا تبالِ ...
بوش لآل غور : كيفَ البيئة ُ معكَ يا صديقي ..
آل غور : هي بخيرٍ مادمتَ بعيداً عن الرئاسةِ ؟
بوش : ماذا تعني ؟
آل غور : لا جَداءَ للبيئةِ إذا كنا نجلوها ومثلكَ يُلوثها بالحروبِ ..
آل غور لرامسفيلد : أتوافقني فيما قلتُ يا صديقي ؟
رامسفيلد : توجدُ موجوداتٌ موجدوةٌ غيرُ مُتواجدةٍ في الوجودِ الإيجاديِّ الموجودِ ولنْ تتوجَّدَ في الوِجادةِ الوجدانيةِ حتى تُستوجَدَ المَواجيدُ المُوجدةُ لوَجْدِها!!!
اوباما : لله درّك فصيحًا ، وما أعذبَ حديثك !
آل غور : ألا ترى يا بوش - ولا تضجرْ مني - أنَّ الناسَ قد اتخذوكَ سِخرِيّاً في بلدانٍ كثيرةٍ ؟!
بوش : ما من بأسٍ ، ولكنْ قل لي كيف ذاك ؟
آل غور : كم مرةٍ اُحرِقت صُورُك ودِيست !!، ومعها علمُ بلادِنا
وتشافيزُ يُحاكيكَ في هيئتِكَ وهَديِكَ ساخِرًا منكَ !!
قال بوش رافعاً صوته : إنَّ تشافيزَ قاهرٌ زاهٍ .
آل غور: لا يعنيني أن يكونَ قولك صواباً أو خطأً ،
أنت سِخريٌّ ،،، لا تنكرْ ذلك .
تشاغلَ بوش بكأسِه ...
رامسفيلد : ما قولك يا رايسُ في أن تعملي عارضة َ أزياءٍ ؟!
نيجروبونتي : هذه سانِحة ٌ حسنة ٌ ،
اوباما : وسيُعينك قدُّكِ الممشوقُ على ذلك ..
ضحك آل غور وقال : وهل رايسُ إلا عارضة ُ أزياءٍ ؟!
إلا أنها تعرضُ أزياءَنا العولميةَ َالفاتنةَ َ في بيداءِ "الشرقِ الأوسط" !!!
رامسفيلد : أظنُّ هيلاري أوفرَ مهارةً في عرضِ أزيائِنا على خيرِ ما يُرامُ..
بوش : هيلاري حسناءُ ، سَيُفتنُ بها أصدقاؤنا في "الشرقِ الأوسط" ويهِشون إليها ويَبَشُّون بها ..
نيجروبونتي : هيلاري ذاتُ شكيمةٍ ؛ شديدٌ بأسُها !
آل غور : صدقتَ ؛ فقد ذكرَ كلينتون في مذكراتِه أنَّ هيلاري تركته يَبيتُ في غرفةِ المعيشةِ حينَ عرفتْ خبرَ ما وَقعَ بينه وبين فاتنتِه مونكا ..
نيجروبونتي : هذا ما نرجو أن تفعله هيلاري في أرجاءِ "الشرقِ الأوسط"!
رامسفيلد لأوباما: من حُسنِ حظِنا أنك ذو شخصيةٍ وديعةٍ ومواربةٍ .
آل غور لاوباما : أنتَ يا صاحبي من نحتاجُ إليه في هذه الحِقبةِ التي تضَعضَعَ صِيتنا فيها ..
أوباما لرايس : هلا تُحدثينا عن العربِ والفرسِ ؟
رايس : الحديثُ عنهما ذو شجونٍ ؛ وخِلاصُ الرأيِ هو أنّ العربَ والفرسَ يتصارعان من جَرّاءِ مجدٍ ضاعَ منهما .
فأما الفرسُ فإنهم يَدأبون لإعادةِ سؤدَدِهم ، أياً ما تكنْ الوسيلة إلى ذلك !
نيجروبونتي : إنا وإيّاهم نُبحِرُ في سفينتين تسوقهما رياحٌ واحدةٌ !!
رايس : وأما العربُ فهم يتلبَّثون لدى مآثرِ نصرٍ حازَه أجدادُهم .
رامسفيلد : الفرسُ دُهاة ٌ في السياسةِ ..
رايس : وكذلك العربُ غيرَ أنهم لايزالون يتذبذبون بين يومٍ لهم زها ومضى وبين يومٍ عليهم أتىََ فعتا ..
آل غور : وعَلامَ لا يتخففون من خزانةِ الأيامِ الخاليةِ ؟
رايس : لو تخففوا منها لضَعُفوا ووهَنوا ..
اُوباما : وكيف أصنعُ لكلٍ من العربِ والفرسِ ؟
رايس : إذا رأيتَ دِيكين يتعاركان ؛ فماذا ستفعلُ لهما ؟
أطرقَ اُوباما هُنيهَةً ؛؛؛
بوش: أحْكمُ بينهما ..
رايس : عزيزي بوش ، قد ولى زمانُنا !!!
اُوباما : اُناصِرُ أقربَهما نفعاً لي ...
نيجروبونتي : يا لَحِكمتِك أيها الحُنُكُ ..
رايس : ولا يصحُّ أنْ نقولَ هاهنا :
you can,t run with have and hunt with haunds .)
{لا يمكنُ أن تكونَ موالياً لطرفين متضادين} .
رامسفيلد : وتذكرْ يا اوباما أنَّ النفعََ يتداولُ نوالُه من خصمٍ إلى آخرَ بحسبِ ما يَطرأ من حوادثَ .
رايس : واهاً لحالِ الناسِ في "الشرقِ الأوسط" ؛ إنهم لا ينفكون يتساءلون : أيُّ الرجالِ كانَ أحقَّ بالزعامةِ قبل ما يربو على أربعةَ َعشرَ قرناً ؟
نيجروبونتي : الأحقُّ بالزعامةِ - فيما أظنُّ - هو صديقنا كرزاي !!!! ..
بوش : أصبتَ يا نيجروبونتي....
رامسفيلد : صَدقَ مونتسكيو يومَ قالَ : إنَّ الشعوبَ السعيدةَ هي الشعوبُ التي لا تأريخَ لها.
رايس : حينَ يكونُ لأمةٍ ما تاريخٌ حافلٌ بالمناقبِ فإنّ أهلَ هذه الأمةِ لا يشغلهم سوى أنْ يُعيدوه بقضِّه وقضِيضِه ..
أوباما : نحنُ سعداءُ ، ولكنْ لنا تاريخٌ دَنسَّه البيضُ أوَانَ غزَوا بلادَنا وسامُونا سوءَ العذابِ والهوانِ ..
آل غور : أنتم الآنَ تحكمونَ البلادَ !
أوباما : نحن نحكمُ البلادَ بكِفايتِنا وحسنِ تصرفِنا ، أما أنتم فحكمتموها بالغزوِ والاحتلالِ ..
رايس : الحقُّ يا نُدَمائي أنكم أجهدتموني هذهِ الليلةَ التي كنتُ أرغبُ في أنْ تمضِيَ سَمْراً..
هل لديكم عملٌ تحسَبونه نافعاً لي ؟
رامسفيلد : أحسنُ عملٍ لكِ هو أن تُعَلِمي تلاميذك سياسةَ الخَتلانِ الدوليِّة َصباحاً ..
آل غور : وتلاميذك يُعلمونك سياسةَ المَرَحِ الشبابيّة َ مساءً...
رايس : نِعمَت الرَّجيّة ُ هذه ، ولامَعدَى لي عنها ...
تواعَدوا قائلين : حبّذا المُلتقىَ في ليالٍ أُخَرَ ولو بعدَ حينٍ ؛ ثمّ انفضوا أجمعون ،,,,,,.
المأمون الهلالي
..........................

الاسم: هبة هاني التاريخ: 24/08/2009 07:46:12

المبدع الهلالي اصدقك القول ضحكت مليا وضحكت وضحكت ولكن الطير يرقص مذبوحا من الالم
احييك بتقدير على واقعيتك المؤلمة الممزوجة برموز السياسة
هبة هاني
الاسم: المأمون الهلالي

التاريخ: 24/08/2009 14:15:22

السيدة هبة هانيأهلا وسهلامرورك بصفحتيى هبة أهنأ بها وأسعد جدا أما كون القصة أضحكتك فهذا مبعث لبهجتي وداع لغبطتي فنفوسنا تأبى أن نقبل حقائق واقعنا مثلما هي عليه فلابد إذا من حزن ممزوج بشيء من الفرحة ليخفف الألم وأنا سيعد لأنك قد وجدتِ هذا في نفسك وقد ضحكتُ لضحكتك {ههههههه} ،،أشكرك مرارا تحياتي العطرة