الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

فواتن



الشاعر الفاضل سردار محمد سعيد

وفاتنتين أصفى من زجاج
وأنقى ماستين بوشي تـاج
متى ما جاءتا قالوا : صباح
ببدء الليل آذن بإ نــبـــــــلاج
وإن مر ّات حدثتاك صدحا
فقد أخفين همســا للتناجــــــي
وقد أبدت ثيابهما الثنايـــــا
على المرسـى فكيف على (البلاج )
فواحدة تلــّوي الخصر ليــــّــــا
وأخرى لا ترى بسوى إرتجــــــــاج
تعطف مثل زنبقة بغصن
زهاها اللطف من انسام ِ غاج
تغشـــّي الضوء لو برزت نهارا
فحدث إن طغى ليل الدياجي
وكم من صورة طبعت بذهني
ولكن لا تؤول الى هيـــــــــاج
فمن شرق الى غرب سقامي
ومن غرب الى شرق علاجي
ومن عجب وضاء خدودها إذ
يشع صفاؤها والطرف ساج
وكم شافت وما شافت عيوني
خصورا مثل أعناق الدجاج
تذ ّكرني بسعف النخل لمــّا
تهب عليه أنسام الفجاج
وأعني ما أقول ولا أبالي
وإن حاقت بنا صور احتجاج
ولمــّا كنت لا تخشى رؤوسا
فكيف تخاف هاتيك الجآجي
حوافلنا غزار ومن عالي
الذؤابة في رهيفات الزِجاج
نتاج الشعر ما ان يكتوى
بالجمال يعد من عذب النتاج
*****************
سلاما يا عراق وانت دام
سلاما يا عراق وأنت ناج
كأن دماك دجلة تقحم الصخر
لا تخشى عصي الإنتهاج
حبيبي يا عراق وأنت أدرى
بما في القلب من فرط اعتلاج
وما عندي سواك فأرتجيه
وخير المرتجى من خير راج
وليس الذل أن ترجو كريما
وكل الذل لو وغدا تداجـــــــي
فما للوغد رأي بل صنوف
من الأهواء في أدنى مزاج
رديء القول يفرحه فيغدو
كمثل القرد يرقص بابتهاج
حبيبي يا عراق وكل ليل
وان طال المدى فإلى انفراج
وان الفجر فجرك عائد
مفعم الأنوار منبثق السراج
***************
وفاتنة وما جاءت بشيء
سوى أمر يعود الى ضجاج
فلا والله ما جابت صخورا
بواد أنما محض العجاج
وأعجب من مساومة لنفس
يساومها ضمير بلا خراج
واعجب إذ ترى شـُرُفا وتعمى
فلا تـرأى مهيبات الــــــــرتاج
وتحسب انها ولا ّدة الفكــــــر
ليس لغيرها صرف السجاج
وتحسب انها صناجة الدهر
هذا من هوى بل من رجاج
كأن النقع مخلوق لناس
فيكشطهم وناس في انعراج
طباق الأرض تحملها فتمسي
على منأى ونمسي في عجاج
فقسمتنا كؤوس من عذاب
وقسمتها لذيــذات العنــــــــاج
تفـّحص ْ صدرها فبلا فؤاد
تجد قيحا ونز ّات الخــــــــراج
بلى بل في دواخله شروخ
وخمشات بطيات الشجــــــــاج
ولكن أملس الوجهين مما
به كثرت تلاوين السحـــــــاج
وربة من ترى الأخلاق ضعفا
فذاك دليل فرط الإعتـــــــــلاج
وأعذرها فقد نضحت بما في
آوانيها ومن أدنى الربــــــــاج
ورب صغيرة ذأجت قرابا
فلاذت تحت أذيال الخـََـــــــــراج


* قرأ هذه القصيدة الصديق والكاتب في مركز النور- المأمون الهلالي - وأبدى ملاحظات قيمة فله الشكر
سردار محمد سعيد


رابط النص من موقعه