الاثنين، 21 نوفمبر 2011

النَّدَى أم السيفُ ؟

رُبَّما يكون على أحدِنا إذا رأى إنسانًا على خطإٍ أن يُرشِدَه ، خصوصًا مَن كان بيننا وبينه قرابةٌ أو صداقةٌ أو زوجيةٌ أو جِوارٌ أو نحوُ ذلك ؛ فلا ندري أتكون القساوةُ أنفعُ له أم اللطافةُ ؟! وكثيرًا نغترُّ – نحن الرِّجالَ - فنحسِبُ العَنافةَ خصلةً مَحمودةً لا بدَّ أن تـُرَى فينا على كلِّ حالٍ وإلاّ أصبحنا مَرمًى للسخريةِ مِن كلِّ ناحيةٍ .
والأيامُ تخبرُنا أنَّ الأحوالَ مُختلِفةٌ ، وذاك المتنبي
يقولُ :
ووَضْعُ النَّدَى في مَوضِعِ السَّيفِ ، بالعُلَى 
مُضِرٌّ ، كوَضْعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَّدَى
النَّدَى هُنا هو السَّخاءُ والجُودُ ، ومعنى البيتِ : إذا وُضِعَ السَّخاءُ في مَوضِعِ العِقابِ و العِقابُ في مَوضِعِ السَّخاءِ كان ذلك مُضِرًّا بالرِّفعة والمَجدِ.
والأيامُ تخبرُنا أحيانًا ، أنَّ في لِينِ الجانِبِ حَضًّا للمُخطِئِ على أنْ يَنتهِي عن خطئه ، ولو كان حَرِيًّا بالفظاظةِ.