الشوقُ نُزُوعٌ في النفسِ يَنبعِثُ فيها مِن نأيِ الحبيبِ
بقلبِهِ أو بقالبِهِ، والنأيُ
بالقلبِ أشَدُّ ، وإذا لَجَّ الشوقُ بالمُشتاقِ جعله بَلِيدًا ؛ وإنَّنا لَنَراهُ يَتعاقبُ عليه الليلُ والنهارُ وهو في سُكونٍ وذُهُولٍ ؟! وإلى هذا أشار ابنُ سَهلٍ الأندلسيُّ بقولِهِ:
بالقلبِ أشَدُّ ، وإذا لَجَّ الشوقُ بالمُشتاقِ جعله بَلِيدًا ؛ وإنَّنا لَنَراهُ يَتعاقبُ عليه الليلُ والنهارُ وهو في سُكونٍ وذُهُولٍ ؟! وإلى هذا أشار ابنُ سَهلٍ الأندلسيُّ بقولِهِ:
نُقَضِّي دُيُونَ الشَّوقِ حتى قضَى على
غُرابِ الدُّجَى بازِي الصباحِ المُحَلِّقُ.
والمُشتاقُ رومانسيٌّ : مُتمَنٍّ وذو خَيالٍ رَحِيبٍ ؛
يَرَى الأشياءَ على غيرِ صُورتِها ؛ وليس لِخيالِهِ حَدٌّ يَنتهِي إليه ، وقد تنبّهَ
لِذلكَ العباسُ بنُ الأحنفِ فقال:
يُقرِّبُ الشوقُ داراً وهي نازِحةٌ
من عالجَ الشَّوقَ لم يَستبعدِ الدَّارَا
عالَجَ الشوقَ : كابدَه : وَجَدَ شِدَّتَه.
وازدِيادُ الشوقِ قد يُلقِي غِشاوَةً على عَينَي المُشتاقِ فتتمَثَّلُ
له صُورةُ حَبيبِهِ كأنها حقيقةٌ ، وحينئذٍ يكونُ المُدرَكُ بالنفسِ وهو الحُبُّ
كالمُدرَكِ بالعَينِ وهو الحَبيبِ ؛ أليس ابنُ الفارضِ يُقرِّرُ ذلكَ بقولتِهِ:
عَلَّمَ الشَّوقُ مُقلتِي سَهَرَ اللَّيلِ فصارَتْ مِنْ
غَيرِ نوْمٍ تراكا.
.........
"ديانا حداد" حُسَّانةُ الصوتِ؛ غنّتْ ( اشلون
اشوفه) على مَقامِ اللامِي فبثّتْ في الأغنيةِ تبارِيحَ الشوقِ والوَلَهِ فأحسنتْ
في غِنائها أيَّما إحسانٍ.
........
حُرِّرَتِ السحابةُ لِأربعة عشَرَ يومًا خلتْ مِن شباطَ سنةَ ثلاثَ عشرةَ وألفينِ.