الخميس، 14 فبراير 2013

سحابة في الحب (2)


الشوقُ نُزُوعٌ في النفسِ يَنبعِثُ فيها مِن نأيِ الحبيبِ بقلبِهِ أو بقالبِهِ، والنأيُ 
بالقلبِ أشَدُّ ، وإذا لَجَّ الشوقُ بالمُشتاقِ جعله بَلِيدًا ؛ وإنَّنا لَنَراهُ يَتعاقبُ عليه الليلُ والنهارُ وهو في سُكونٍ وذُهُولٍ ؟! وإلى هذا أشار ابنُ سَهلٍ الأندلسيُّ بقولِهِ:
نُقَضِّي دُيُونَ الشَّوقِ حتى قضَى على
غُرابِ الدُّجَى بازِي الصباحِ المُحَلِّقُ.
والمُشتاقُ رومانسيٌّ : مُتمَنٍّ وذو خَيالٍ رَحِيبٍ ؛ يَرَى الأشياءَ على غيرِ صُورتِها ؛ وليس لِخيالِهِ حَدٌّ يَنتهِي إليه ، وقد تنبّهَ لِذلكَ العباسُ بنُ الأحنفِ فقال:
يُقرِّبُ الشوقُ داراً وهي نازِحةٌ
من عالجَ الشَّوقَ لم يَستبعدِ الدَّارَا
عالَجَ الشوقَ : كابدَه : وَجَدَ شِدَّتَه.
وازدِيادُ الشوقِ قد يُلقِي غِشاوَةً على عَينَي المُشتاقِ فتتمَثَّلُ له صُورةُ حَبيبِهِ كأنها حقيقةٌ ، وحينئذٍ يكونُ المُدرَكُ بالنفسِ وهو الحُبُّ كالمُدرَكِ بالعَينِ وهو الحَبيبِ ؛ أليس ابنُ الفارضِ يُقرِّرُ ذلكَ بقولتِهِ:
عَلَّمَ الشَّوقُ مُقلتِي سَهَرَ اللَّيلِ فصارَتْ مِنْ غَيرِ نوْمٍ تراكا.
.........
"ديانا حداد" حُسَّانةُ الصوتِ؛ غنّتْ ( اشلون اشوفه) على مَقامِ اللامِي فبثّتْ في الأغنيةِ تبارِيحَ الشوقِ والوَلَهِ فأحسنتْ في غِنائها أيَّما إحسانٍ.
........
حُرِّرَتِ السحابةُ لِأربعة عشَرَ يومًا خلتْ مِن شباطَ سنةَ ثلاثَ عشرةَ وألفينِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق