قال أبو العلاء المَعَرِّي/
ويَنالُ طالبُ حاجَةٍ بفَلاتِهِ
ما لا تجودُ بِمثلِهِ الأمْصارُ.
ما معنى الأمصار؟ وهل مكة والمدينة منها؟
فلاة = صحراء X
أمصار = مُدُن.
الأمصار جمعُ مِصْر ، وأصحابُ المعجمات القديمة يستعملون
هذا المعنى كثيرًا ثم تطوّر فصار:
الأمصار = الوِلايات التي لها حدود ووُلاة =
المُحافظات أو الأقاليم باللغة المعاصرة ، وهذا المعنى يُذكَر في كتب التاريخ
والتراجُم والفقه والقراءات، والأمصار(1) قديمة كمكة والمدينة و(2) حديثة كالكوفة والبصرة
وقد ارتحلت إليهما قبائلُ عربية معروفة ، والخلاصة أن كل المدن العربية والإسلامية
أمصار، أولها المدينة وثانيها مكة، وبعد زوال الدولة العثمانية استقلت البلدان ولم
يبق أمصار ولا دار خلافة ،وللذهبي كتاب اسمُه (الأمصار ذواتُ الآثار). وقد ذكر المدينة أولا
وثنّى بمكة.
وهنا خبرٌ ذكرَهُ صاحب ( الطبقات السَّنِيّة في
تراجُم الحنفية) يُعلَم منه معنى الأمصار في العهد الأموي ، قال :
{وفي أوائل " شرح الهداية " لمحمد بن محمد المعروف بابن
الشحنة، حكاية مشهورة، نقلها هو وغيره عن عطاء، وأظنه عطاء بن السائب الكوفي. قال:
دخلت على هشام بن عبد الملك بالرصافة، فقال: يا عطاء، هل لك عِلمٌ بعلماء الأمصار؟
قلت: بلى، يا أمير المؤمنين.
فقال: من فقيه أهل المدينة؟ قلت: نافع مولى ابن عمر.
قال: فمن فقيه أهل مكة؟ قلت:
عطاء بن أبي رباح}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق