السبت، 14 فبراير 2015

غادةُ بِنتُ شبيرٍ



غادةُ بنتُ شبير عَذبةُ النغْمةِ ، قوِيمةُ الجادَّةِ ، يَحْيا الشعرُ في حَضرَتِها ، وقد ألقَيتُ على مَناعِتِها لَمْحًا باصِرًا : ذا تأمُّلٍ ؛ ثم جمعتُ ما تيَسَّرَ مِن المَعاني في أُرْجُوزةٍ ؛ رَوِيُّها هاءٌ ساكنةٌ.
...........
بَغدادُ سالَ دَمْعُها 
مِثلَ فَتاةٍ شارِدَهْ
كِسْرَى توَلَّى وَأدَها
في حَرْبِ دِينٍ واقِدَهْ
وليس َكِسْرَى وحدَهُ
داعِشُ أيضًا وائدَهْ
أحزابُ أربيلَ لها
مِنَ كُلِّ ضُرٍّ فائدَهْ
لِلكُرْهِ ماضٍ مُنبِتٌ
ثِمارَ آتٍ فاسِدَهْ
لا بُدَّ مِن مَودَّةٍ
مَعَ الحُروبِ الحاقِدَهْ
لِلحُبِّ يومٌ غارِقٌ
تحتَ الشُّهُورِ الرّاكِدَهْ
تُزهِرُ فيهِ وردةٌ
تشفِي العُيونَ الساهِدَهْ
كلامُنا في "غادةٍ"
تحلو بهِ المُعاوَدَهْ
بِنتُ شُبَيرٍ إنَّها
في عَرشِ حَوَّا صامِدَهْ
لُبنانُ قدْ أنبَتَها
نِعْمَ البِلادُ الوالِدَهْ
مُسْتَمْلَحٌ حَدِيثُها
يَسْبي الأُسُودَ المارِدَهْ
الليلُ يَبْغِي وَجْهَها
فَوقَ الرَّوابي الرَّاغِدَهْ
تُرسِلُ مِن وِشاحِها
رِياحَ أرْزٍ بارِدَهْ
يَلِينُ مِن رِقَّتِها
صَخْرُ الجبالِ الجامِدَهْ
نسْجُ الحريرِ خَطْوُها
والأرضُ فَرْحَى حامِدَهْ
جاوَرَ حُسْنُ فنِّها
سِرْبَ الغُيومِ الصاعِدَهْ
وصَوتُها أجْمِلْ بهِ
لهُ الطيورُ حاشِدَهْ
يَأنَسُ مِن نَغْمَتِهِ
ذِئبُ الصحاري الهامِدَهْ
لا تَعْذِلُوا المأمونَ إذ 
أصبَحَ سِحرٌ عاقِدَهْ
فالعَقلُ تمْحُو رُشْدَهُ
غادةُ لا مُزايدَهْ
غارَ اسْمُها مِن شَخْصِها
بَعضُ الأسامِي حاسِدَهْ
صافَحَها النَّخْلُ وإنَّ الأرْزَ كانتْ شاهِدَهْ
أضْحَكَ طَيْفُ خَدِّها
حُزْنَ الليالي الرّاقِدَهْ
.............
غادةُ بنتُ شبيرٍ أرحَبُ مَجالاً مِمَّا كتبتُه آنِفًا ،،، غَنّتْ "شكوَى" بِمقامِ السيكا ، وودَّتْ في الأغنيةِ لو تأوِي إلى ظِلالِ المَحَبَّةِ ، لكنَّها رجعَتْ عن أُمنيتِها ومالتْ إلى النأي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حُرِّرَت القصيدةُ ظهِيرةَ السبتِ ، لأربعةَ عشرَ يومًا انسلخَتْ من شباطَ سنةَ خمسَ عشرةَ وألفَين.
14/ فبراير/ 2015

المأمون الهلالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق